01-09-2009

الرئيسيةأخبار الوطناتصل بنا 

 

من حقنا أن ندافع عن سوريا

سلام الشماع

 

مرت أيام وأنا أتابع، وأراقب تطاول العملاء الصغار في المضبعة الخضراء على قلعة العرب والعروبة سوريا القلب الحبيبة، فأحزن من كل قلبي، وأقول لعل ما يجري سينتهي بسرعة، وأن هؤلاء العملاء يريدون أن يوهموا الآخرين أنهم حكومة تفعل ما تريد، وتسحب سفيرها من أية دولة إن شاءت، وأنها لا تعمل بوصاية المحتل الأميركي.
مثل هذا الخداع، أو النفاق، جائز في عرف أقزام السياسة وحثالاتها.. فهؤلاء الذين باعوا العراق العربي للأجنبي على طبق من ذهب يصح كل وصف فيهم سوى وصفهم بالسياسيين، أو الوطنيين.
ولكن عندما وجدت أن الأمر لم يقف عند حد، وأن هؤلاء العملاء الصغار تمادوا وأوصلوا الأمر إلى كل مدى، تيقنت أنهم مأمورون بأن يفعلوا ذلك وما حيلة الخادم أن يفعل غير ما يأمره به سيده.
الأمر أيضا لا يجب أن نفهمه بأنه تطاول وعدوان على سوريا العزيزة، وشعبها الطيب النبيل الشقيق وسيادتها فقط، وإنما

مواضيع مرتبطة

*السلطات السورية تعتقل الصحافي العراقي سلام الشماع

*الصحفي العراقي سلام الشماع يروي قصة احتجازه في سورية

في جانب كبير منه ملاحقة لعراقيين لجأوا إلى الخارج بعد أن رأوا حد المدية اقترب إلى رقابهم، وأكثرهم كفاءات، وعلماء، وأدباء، وأسماء، فتحت سوريا لهم ذراعيها وقالت لهم (ادخلوها بسلام امنين)، وآوتهم، ووفرت لهم الأمان، والملاذ، والصدر الرحب، والحماية، وعاملتهم بمروءتها، كما تعامل أي مواطن سوري، وهذا واجبها كما قال الرئيس بشار الأسد ذلك في محادثاته مع الرئيس القبرصي ديمترس خريستوفياس في قصر الشعب في دمشق.
ولسمو نفسه، وترفعه عن الصغائر والصغار، لم يتطرق الرئيس الأسد أبدا إلى أن سوريا كانت تؤوي هؤلاء الذين يهاجمونها اليوم، ولم تسلمهم إلى الحكومة العراقية التي طالبت بهم لمحاسبتهم على جرائمهم بحق العراقيين، على الرغم من علم سوريا الأكيد بالارتباطات المشبوهة لهؤلاء.
إذا لم تكن سورية قد سلمت هؤلاء وهي تعرف أنهم ارتكبوا الخيانة العظمى ضد بلدهم، فكيف ستسلم أناسا أبرياء هربوا بجلدهم من المذابح الطائفية والعرقية التي أحدثها هؤلاء تنفيذا لإرادة المحتل؟
أليس في الأمر مفارقة؟.. كيف ستسلمهم إلى جلاديهم و"سورية حريصة على الشعب العراقي، وأرواح الشعب العراقي، وعلى مصالح الشعب العراقي كحرصها على مصالح ودماء وأرواح الشعب السوري لأن في هذا الكلام عاطفة الشعب السوري وأخلاقه وطيبته ومصلحة سورية بشكل عام". كما قال الرئيس بشار الأسد في لقائه المذكور مع الرئيس القبرصي.
إن سوريا تعرف تماما إنها إذا انصاعت إلى ما يريد هؤلاء الصغار فإنها ستفتح الباب واسعا لقتل العراقيين جميعا، ليس اللائذين بها فقط، وإنما الملتجئين إلى اليمن والأردن والخليج ومصر وأية بقعة في ارض الله.
لست أكتب هذا الكلام من باب الرياء، فوالله إني أكتبه، وأنا ممنوع من دخول سوريا، عندما ناداني الشوق إلى ربوعها وأهلها وأهلي العراقيين فيها، ولكن هذا أمر شخصي ننساه عند امتحان المواقف القومية الكبرى التي كل ما دونها مهما كان عظيما فهو يهون.
إن هجوم هؤلاء العملاء الصغار على سوريا، لا يد لهم فيه، وإنما هي أوامر واملاءات جاءتهم من سيدهم تمهيدا لعدوان على سوريا حماها الله ونصرها.. ولتعلم الدنيا جميعا أن أي عدوان يحصل على سوريا ـ لا سمح الله ـ ستسيل فيه دماء العراقيين في داخل العراق وخارجه، قبل غيرهم، فمن حقنا وواجبنا أن ندافع عن قلعة العرب والعروبة سوريا العزيزة، بجميع أشكال الدفاع من الكلمة حتى البندقية، حتى افتداء النفس.. وسيبوء العدوان، مثل كل مرة، بالخذلان المبين والخسران المهين.
سيعلم كل الذين يريدون الاذى بسوريا او يجاهرون بالعدوان عليها انما يريدون الاذى بهذا القلب..
سيعلم كل الذين يريدون الأذى بسوريا انما يريدون الأذى بهذا القلب.



سلام الشماع
صحفي عراقي

المصدر:الدار العراقية  -  أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري