أخبار الوطناتصل بنا الرئيسية

11/01/2011

 

لماذا يسافر السوريون إلى الخارج....و ما هو حجم ما ينفقونه على ذلك ؟!

 

 

لماذا يسافرون السوريون إلى الخارج؟!. هل يذهبون للسياحة و قضاء العطلات مثلاً... وكم نسبة هؤلاء ؟ أم يسافرون طلباً للاستشفاء و المعالجة الصحية ؟ أم يقصدون بعض الدول العربية و الأجنبية للعمل؟! و كم يا ترى عدد رجال الأعمال الذين سافروا في عام واحد؟!. في العام الماضي طرحت هذا السؤال، محاولاً تحفيز بعض الجهات الحكومية المعنية لدراسة غايات السوريين في السفر، وكم ينفقون في الخارج و تأثير ذلك على الاقتصاد السوري كما تفعل معظم الدول، لكن كالعادة كان الرد على طريقة(شاهد ما شفش حاجة)، فالجهات العامة المعنية بالأمر إما أنها تخاف أن تظهر مثل تلك الدراسة تقصيرها و معلوماتها المضللة للرأي العام، أو أنها و بحكم عدم استيعابها لجوانب الموضوع و جهلها بتأثيراته الاقتصادية فضلت الصمت..أو الردح؟!.

فاليوم يسأل الكثير من المواطنين عن السبب الذي يجعل ما يقرب من المليون مواطن سوري للسفر إلى تركيا و قضاء عطلة سياحية في ذلك البلد؟! و لماذا لا يذهب هذا العدد إلى ساحلنا أو إلى ريفنا الرائع طبيعياً ؟!.

ما ينطبق على السياحة الإقليمية و العالمية للسوريين ينطبق على غايات الاستشفاء و المعالجة، و ينطبق على السوريين الذين يتوجهون للخارج لإقامة استثمارات في بعض الدول...أليس توفير إجابات على ذلك السؤال يخدم الاقتصاد السوري؟! أليس ذلك مفيد لمعرفة أين نقاط قوتنا و ضعفنا في القطاعات الصحية و السياحية و الاستثمارية...الخ!!.

فمثلاً تشير بيانات المجموعة الإحصائية لعام 2010 ، و الصادرة حديثاً عن جهة رسمية هي المكتب المركزي للإحصاء، إلى أن عدد السوريين المغادرين للقطر خلال العام 2009 بلغ نحو 5.214 ملايين سوري مغادر، بانخفاض قدره38.4 ألف مغادر مقارنة بالعام 2008، و هذا العدد يشكل ما نسبته 26% من عدد السكان...!!.

و يلاحظ من خلال تتبع بيانات المغادرة التفصيلية من خلال الأشهر إلى أن الشهر الذي شهد أكبر عدد من المغادرين السوريين كان شهر أيلول بنحو481.4 ألف مغادر، و كما معلوم ففي هذا الشهر يعود العمال السوريون في الخارج إلى وظائفهم و المغتربون إلى الدول التي يقيمون فيها، أما الشهر الثاني لجهة عدد المغادرين فكان شهر نيسان بنحو 477 ألف مغادر و تفسير ذلك مرتبط بأن شهر نيسان يشكل عادة بداية فصل الربيع و لذلك تنشط فيه الرحلات السياحية للخارج، لكن عموماً فإن جميع الأشهر لم يقل عدد المغادرين في كل منها عن 400 ألف مغادر سوري، باستثناء شهرين كان العدد في كل منهما يقل عن ذلك بقليل.

و إذا انتقلنا إلى التأثيرات الاقتصادية لهذه الظاهرة التي يمكن العمل على الحد منها، فإننا سنحاول هنا تقديم صورة أولية غير دقيقة عن حجم الأموال الناجمة عن سفر السوريين للخارج، و تحديداً تكلفة النقل فقط..

فإذا اعتبرنا أن وسطي ما يدفعه كل مغادر سوري في العام 2009 لقاء تذكرة الطائرة يبلغ نحو 15 ألف ليرة فقط، فهذا يعني أن المغادرين جواً و البالغ عددهم نحو 798 ألف، دفعوا فقط ما يقرب من 12 مليار ليرة تذاكر طيران، و إذا اعتبرنا أيضاً أن وسطي ما يدفعه المغادر براً يصل إلى 4 آلاف ليرة فقط، فهذا يعني أن إجمالي ما يدفعه المغادرون براً و البالغ عددهم 4.405 ملايين مغادر يصل إلى 17 مليار ليرة، و بالتالي يصبح المبلغ 29 مليار ليرة كحد أدنى... فكيف إذا أضفنا نفقات الانتقال و الإقامة و الطعام و التسوق و الرسوم...فكم سيصبح المبلغ!!.

أليس الرقم السابق يستحق الدراسة و التحليل؟! أليس الاقتصاد السوري...أحق بجزء كبير من ذلك المبلغ؟!....لكن إذا كان ليس لدى الحكومة دراسة و بيانات عن دعم المازوت بعد ثلاث سنوات، فهل سيكون لديها الرغبة لدراسة غايات السفر و نفقاته لدى السوريين؟!.

بقلم زياد غصن

المصدر:سيرياستيبس - أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري