أخبار الوطناتصل بنا الرئيسية

14/12/2010

 

نعمة المطر والثلج.. تكشف عدم جاهزية بعض البلديات والطوارئ

 

 

صرخات عديدة أُطلقت قبل نحو عامين بضرورة إخلاء البيوت «المتعربشة» على جبل قاسيون، لخطورة وضعها، إلا أنّ هذا التحذير قوبل باستهجانٍ واضح، وباستهتار الجهات المعنيّة، فالمواطنون هناك اعتبروا أنّ مساكنهم هنا هي من باب الحاجة، فلا سبيل لهم، سوى هذه المناطق، وذلك بما يتلاءم مع دخلهم..
مرارة العيش وقسوة الحياة جعلت هؤلاء الناس يعيشون على جبل قاسيون في بيوتٍ تشبه بيوت الحمام.

مشروع إعادة التأهيل والتطوير التحضيري لجبل قاسيون بيّن، ضمن دراسة قُدّمت في العام 2008، أنّه يجب إخلاء ما يقرب من 4550 عائلة، وإخلاء 1600 منزل على وجه السرعة في المنطقة الواقعة على خطي الانهدام في جبل قاسيون، انطلاقاً من ركن الدين إلى منطقة خورشيد في المهاجرين، نظراً إلى خطورة الوضع الجيولوجي، وخاصة في مناطق الانحدارات القاسية, وذلك بحسب ما بيّنت الخبيرة في برنامج تحديث الإدارة المحلية، الدكتورة منى سراج الدين, في تصريح صحفي تاريخ 17/11/2008 في إطار عرض للدراسة التي أُجريت للمنطقة، ضمن برنامج تحديث الإدارة البلدية (MAM)، بالتعاون مع محافظة دمشق، وخبراء من الاتحاد الأوروبي.
حيث أوضحت الدكتورة سراج الدين في السياق نفسه أنّ هناك صخوراً متحرّكة وتكهّفات تشكّل خطراً جدّياً في حال حدوثها، إضافة إلى مناطق انزلاقات وانحدارات تهدّد بانهيارات مفاجئة، نظراً إلى رصد هبوطين على طرفي الفالقين، نتيجة حركة المياه الجوفية، ورصد هزات خفيفة في السنوات الأخيرة، كما نشر أحد المواقع الإعلامية..
كما شدّدت الدراسة الجيولوجية والاجتماعية المذكورة آنفاً على ضرورة وقف الامتداد العمراني باتجاه السفح، وضرورة وضع حاجز فيزيائي لمنع البناء في المنطقة، ووضع رقابة على أيّ منشآت جديدة, ووقف الامتدادات العمرانية في مناطق تجمّع السيول، وترى الدراسة أنّ المنطقة الواقعة على خطّي الانهدام منطقة مستقرة ومهيّأة للاستثمار في مجال المشاريع السياحية والتجارية، بينما يجب إخلاء المنطقة الواقعة بين خطي الانهدام، بحيث تستثمر كمناطق مفتوحة ومسطحات خضراء، وإخلاء السكان من على طرفي الفالقين بمساحة لا تقلّ عن عشرة أمتار.‏

هل وقع المحظور؟
لمنطقة ركن الدين امتداد الشيخ خالد – الوادي، حكاية أخرى مع المطر، فلم يمرّ يوم الأحد الماضي الأبيض بثلوجه علينا، كما مرّ على سكان هذه المنطقة، فيوم أمس الأول المحمّل بالكثير من الخير كان يوماً أسود إن صحّ التعبير على الكثير من سكان هذه المنطقة، فلم تسمح لهم المبرّرات التي ألقتها البلدية على محافظة دمشق في عدم إكمال الجدار الاستنادي بأن يتمتعوا بمنظر الثلج الذي لم نره منذ فترة طويلة ليعيش بعضهم معاناة لسنا بغريبين عنها، تحدث مع كلّ هطول للأمطار؛ حيث أثبت الانهيار الترابي أمس صحّة ما جاء به برنامج (MAM)، ولم تحرّك الجهات المعنية ساكناً..
بدأت محافظة دمشق العمل بالجدار الاستنادي منذ عامين، وكما هي العادة، تتوقّف المشاريع فجأة دون إكمال، وهذا الجدار واحد منها، وذلك لأنّ المحافظة أرادت بناءه فوق الإسفلت، وبحسب سكان المنطقة، فإنّ بناءه بهذه الطريقة لاجدوى منه، ولايمنع حدوث الانهيار، ولايخفّف الضرر منه، فكانت مطالب السكان حينها أن تبني المحافظة الجدار تحت الأرض، لكن المحافظة أوقفت العمل في الجدار حتى تاريخه، وقال الأهالي: «لو تمّ استكمال بناء الجدار لخفّف من الأضرار ما نسبته 50 %، أو ربما لم يحدث من الأساس، ونحمد الله أنّ الأضرار كانت مادية فقط، واقتصرت على السيارات وأطراف المنازل فقط، ولم تصل إلى حدّ الأضرار الجسدية، ولم يوجد أثناء حدوث الانهيار أطفال، أو أحد من السكان، ولكن، بحسب وضعنا المادي، والأقل من العادي، فإنّ الأضرار المادية التي لحقت بنا نعتبرها كبيرة بالنسبة إلينا، ونحملها إلى الجهات المعنية، فهي لم تكترث لهذا الجدار، ولم تحمنا، أو ربما هي تنتظر حتى تحلّ الأضرار الجسدية، ويذهب ضحايا «لا سمح الله».

المصيبة أننا نعلم..
سكان المنطقة أرجعوا مسؤولية الانهدام الترابي، وعدم إقامة الجدار، إلى البلدية، التي بدروها وجدت عند حدوث الانهيار الترابي، وألقت المسؤولية على محافظة دمشق لعدم إكمالها بناء الجدار، وعلى سكان المنطقة؛ لأن مجارير الصرف الصحي للمنازل تصبّ على الصخر الذي أحدث الانهيار، حيث قالت البلدية: «إنّ الانهيار حاصل منذ زمن، لكنّه تمّ الآن نتيجة الأمطار». وأردفت البلدية: «إنّ هذه المنطقة من المفروض ألا تكون مسكونة، فهي موجّه إليها إنذارات».
ولكن عند حلول مثل هذا الانهيار، هل يفيد مثل هذا الكلام؟ وكما هي عادة الجهات المعنية، كلّ جهة تريد أن تلقي المسؤولية على جهة أخرى، في الوقت الذي يجب أن تعالج المشكلة قبل كلّ شيء.


صحنايا.. البلدية.. الطوارئ

الزاوية الأخرى من دمشق، بالاتجاه نحو الجنوب، حيث غرقت المنازل في مياه الصرف الصحي نتيجة انسداد فوهات الصرف الصحي، وعدم اكتراث البلديات في مناطق صحنايا وداريا، وغيرها، بأهميّة الصيانة الدورية لمجارير المياه المالحة..
زياد فؤاد الجندي، من سكان منطقة صحنايا استيقظ في الصباح، ورأى ابنه البالغ من العمر 6 سنوات، يطفو فوق مياه الصرف الصحي التي غمرت منزله، والبلدية تردّ بأنها غير معنيّة، وطوارىء الكهرباء يحتسون الشاي..، يقول زياد: «لدينا مشاكل عدّة في منطقة صحنايا في التنظيم، وتتمثل في انقطاع الكهرباء منذ ثلاثة أيام حتى هذه اللحظة، إضافة إلى طفح الريغارات في منازلنا، وهي في الأساس دائماً مغلقة، وننظفها على حسابنا الخاص دائماً كلّ ستة أشهر؛ حيث طلبنا أكثر من مرّة من رئيس بلدية صحنايا إرسال آليات البلدية لتنظيف هذه الريغارات، فالمياه تغمر منزلنا، والردّ يأتينا من قبل رئيس البلدية: لماذا اشتريتم هنا، وهذا المنزل بالتحديد؟».
ويتابع زياد: «نعاني من إهمال فظيع من قبل البلدية، بشكل دائم، وليس فقط أيام هطول الأمطار، ويوم أمس الاول أكرمنا الله بهطول الأمطار والثلوج، ولكن ـ من أسف ـ كانت علينا نقمة.. لأرى أولادي وهم نائمون تغمرهم مياه الصرف الصحي دون كهرباء.. فذهبت إلى طوارئ الكهرباء أكثر من مرّة.. ولكن دون جدوى.. دائماً يقولون لي اترك لنا عنوانك، ونحن سنلحق بك، وهم إلى الآن لم يأتوا.. وهذه أيضاً مشكلة دائمة مع طوارئنا»..


¶ أكثر من 12 منزلاً متضرراً..
تشابهت منطقة أشرفية صحنايا مع صحنايا من جهة طوفان الريغارات، حيث يعاني سكان منطقة الحفرة من طوفان أكثر من 12 منزلاً بمياه الأمطار، وطوفان الريغارات في هذه المنازل غطّى 3 أمتار من المنازل، ويقول أحد سكان منطقة الحفرة: كان من المفروض على البلدية الاستجابة للإنذارات التي أطقلها الدفاع المدني قبل أيام من بدء المنخفض الجوي الذي طالب فيه رؤساء البلديات بتنظيف الريغارات تجنباً لوقوع أيّ مخاطر، ولكن - من أسف - نحن دائماً لا نستجيب ولا نحضر لشئ حتى وقوع الأضرار.


المطر نعمة.. لكن!
أما في منطقة حرستا، فقد غمرت مياه الثلوج الطرقات، وأصبح من الصعب السير عليها، بسبب سوء التصريف، فطريق حرستا - دوما، حيث فاض الطريق العام بمياه الأمطار، وأصبحت أعلى من الرصيف، بحسب الأهالي، ما عرقل حركة السير في هذا الطريق، وأدى إلى احتجاز المارة والسيارات في الوقت نفسه، وتعطّل الكثير من السيارات في هذا الشارع بسبب المياه، واشتكى الأهالي أنّه كلّ عام تتكرر هذه الظاهرة، ولكن دون جدوى، ودون أن تجد الجهات المعنيّة حلاً للمشكلة، فالمطر نعمة، ولكن شوارعنا غير مؤهلة لمثل هذه النعمة، ومعظم طرقاتنا تحتاج إلى تأهيل قنوات الصرف الخاصة بالأمطار.

المصدر:صحيفة بلدنا السورية - أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري