أخبار الوطن الرئيسية

15/07/2012

 

معارك عنيفة في دمشق وقصف حمص والرستن

 

أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان بعض احياء دمشق شهدت امس «اعنف معارك» تشهدها العاصمة السورية منذ بدء الحركة الاحتجاجية في سوريا قبل 16 شهرا. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن في اتصال مع فرانس برس ان «الجيش النظامي يقصف احياء عدة من دمشق بقذائف الهاون» حيث يتمركز عناصر من الجيش السوري الحر، مضيفا ان القصف «لم يكن يوما بهذه القوة» في العاصمة السورية.

كما تركزت عمليات القصف أمس في سوريا على مدينتي حمص والرستن وسط البلاد، ما ادى الى مقتل 51 شخصا غالبيتهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وبلغت حصيلة الأمس ما لا يقل عن 18 من القوات النظامية قتلوا خلال الاشتباكات مع المقاتلين المعارضين هم ستة في سلقين وثلاثة في جسر الشغور بريف ادلب (شمال غرب)، وثلاثة في اعزاز بريف حلب (شمال)، وخمسة في محافظة دير الزور (شرق) وثلاثة في محافظة درعا (جنوب)، بحسب المرصد. واشار الى سقوط 12 مقاتلا معارضا، بينهم اربعة من المنشقين قتلوا خلال اشتباكات مع القوات النظامية في دير الزور وادلب ودمشق.

ولفت المرصد في بيان الى ان حي التضامن الدمشقي «يتعرض لقصف من قبل القوات النظامية»، مضيفا ان عددا من القذائف «سقطت على منطقة القرشي في دمشق». واشار الى ان «اصوات اطلاق رصاص كثيف تسمع في حي التضامن والحجر الاسود، مترافقة مع سماع اصوات انفجارات وسط معلومات عن سقوط جرحى». وشهدت دمشق ايضا، استهداف حافلة كانت تقل عناصر من القوات النظامية بعبوة ناسفة على طريق المتحلق الجنوبي بالقرب من حي الزهور، ما ادى الى العديد من الاصابات، حسب المرصد.

واوضح المرصد في بيان ان محافظة حمص وسط البلاد شهدت مقتل 10 مدنيين، هم اربعة في مدينة حمص بينهم اثنان جراء القصف على حي الخالدية ومدني متأثرا بجراح اصيب بها في حي بابا عمرو، وآخر قتل برصاص قناص بحي باب هود، بالاضافة الى مدني في مدينة القصير، وخمسة مدنيين في بلدة الرستن بريف حمص.

وتطرق الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية في حمص هادي العبدالله في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس من المدينة الى الوضع التمويني في احياء جورة الشياح والقصير والخالدية والقرابيص وكذلك في حمص القديمة وقال بانه يتم «تأمين ما لا يتعدى 10 بالمئة من المواد الغذائية لهذه المناطق وبعد عمليات خطرة من قبل عناصر الجيش السوري الحر».

وفي محافظة دير الزور شرق البلاد، افاد المرصد عن سقوط سبعة قتلى بينهم اربعة مدنيين في مدينة دير الزور اثر سقوط قذائف، ومقاتل معارض في مدينة البوكمال، ومقاتلان معارضان احدهما قائد كتيبة سقطا خلال اشتباكات في محيط حقل العمر النفطي.

وفي محافظة حماة (وسط)، تتعرض بلدة قلعة المضيق للقصف من قبل القوات النظامية السورية ما اسفر عن مقتل مواطنين اثنين واصابة آخرين بجراح، بحسب المرصد. وشمالا في ريف حلب، قتل ثلاثة اشخاص احدهما مقاتل معارض في اشتباكات على مداخل مدينة اعزاز، بالاضافة الى مدنيين اثنين احدهما طفل إثر اطلاق نار في مدينة الباب. وفي محافظة ادلب (شمال غرب) لفت المرصد الى سقوط مقاتلين معارضين اثنين اثر اطلاق نار من رشاشات ثقيلة في بلدة سلقين التي تدور على مداخلها اشتباكات بين القوات النظامية والمعارضين.

وفي مدينة درعا جنوبا، قتل خمسة اشخاص احدهم متاثرا بجراح اصيب بها جراء القصف على مخيم النازحين ومدني ثان بالاضافة الى اثنين من المقاتلين المعارضين خلال اقتحام القوات النظامية احياء الكرك ودرعا البلد، وفي الريف قتل مدني برصاص احد الحواجز العسكرية في بلدة بصر الحرير، بحسب المرصد. وفي محافظة اللاذقية شمال غرب، تتعرض بلدة سلمى والقرى المجاورة لها في جبل الاكراد لقصف عنيف من القوات النظامية.

وادت اعمال العنف السبت في سوريا الى مقتل 115 شخصا بينهم 50 مدنيا منهم اكثر من 20 امرأة وطفل، بحسب المرصد.

ونفت دمشق أمس حصول مجزرة او استخدام المدفعية الثقيلة في التريمسة بريف حماه، في وقت زار فريق من المراقبين الدوليين لليوم الثاني على التوالي البلدة لمواصلة التحقيق في احداث الخميس الماضي التي ذهب ضحيتها اكثر من 150 قتيلا بحسب ناشطين. وبعد ثلاثة ايام على الاحداث التي شهدتها بلدة التريمسة في ريف حماه وسط سوريا، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي خلال مؤتمر صحافي في دمشق أمس ان الاحداث التي شهدتها البلدة «ليست مجزرة». وقال «ان الجيش قام بالواجب في التريمسة وليست هناك مجرزة او هجوما من الجيش على مواطنين» بل «اشتباك بين الجيش وجماعات ارهابية مسلحة لا تؤمن بالحل السياسي». واستند الى «شهادة رجل جليل» قام بدفن القتلى ليؤكد ان عدد القتلى لا يتجاوز «37 مسلحا ومدنيين اثنين». ولفت مقدسي الى ان قوات حفظ النظام «لم تستخدم الطائرات ولا الدبابات ولا المدفعية» في مهاجمة التريمسة، معتبرا ان «كل كلام عن استخدام اسلحة ثقيلة في الهجوم على التريمسة عار عن الصحة». وقال ان «خمسة مبان فقط هي التي تعرضت للهجوم من قبل قوات حفظ النظام» في التريمسة، مشيرا الى ان «الاضرار» في البلدة «اقتصرت على هذه المباني فقط التي اتخذها المسلحون مراكز للقيادة». واعتبر ان الرسالة التي بعثها الموفد الدولي كوفي انان الى مجلس الامن بشان ما حصل في التريمسة «متسرعة الى ابعد الحدود وغير مبنية على ما حدث». واتهم انان في هذه الرسالة الجمعة الحكومة السورية «بالاستخفاف» بقرارات الامم المتحدة، معتبرا ان «استخدام المدفعية والدبابات والمروحيات في (التريمسة) الذي اكدته بعثة الامم المتحدة في سوريا، يعد انتهاكا للالتزامات والتعهدات التي قطعتها الحكومة السورية بوقف استخدام الاسلحة الثقيلة» في المدن.

وفي هذا السياق، قالت المتحدثة باسم بعثة المراقبين الدوليين الى سوريا سوسن غوشة ان وفدا من المراقبين عاد أمس في الساعة الثامنة والنصف الى التريمسة» لاستكمال تقصي الحقائق. واعلن الوفد في تقرير عقب زيارته الاولى للبلدة السبت ان الهجوم الذي شنته القوات السورية على بلدة التريمسة «استهدف على ما يبدو مجموعات ومنازل محددة، بشكل رئيسي الجنود المنشقين والناشطين». وعثر مراقبو الامم المتحدة على دماء ومنازل محترقة واثار نيران مدفعية في التريمسة لكنهم لم يستطعوا التأكد من تقارير نشطاء أفادت بمقتل 150 شخصا. وقالت غوشة «نستطيع أن نؤكد أنه كانت هناك عملية عسكرية الخميس 12 تموز. استهدفت الهجمات فيما يبدو منازل معينة لنشطاء ومنشقين عن الجيش. فريق الامم المتحدة التابع لنا هناك لاحظ وجود برك وبقع من الدماء في بعض الغرف الى جانب فوارغ طلقات. استخدمت اسلحة متنوعة منها اسلحة ثقيلة ومدفعية وقذائف مورتر وأسلحة صغيرة».

وعلى المستوى الدبلوماسي، اعلن المكتب الاعلامي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان كوفي انان سيصل اليوم الاثنين الى موسكو وسيعقد لقاء غدا الثلاثاء مع بوتين، مشيرا الى ان «روسيا ستؤكد دعمها لخطة السلام التي طرحها» الموفد الدولي. من جانبه، اتصل الامين العام للامم المتحدة بان كي مون هاتفيا السبت بوزير الخارجية الصيني يانغ جيشي لمطالبته بأن تستخدم بكين «نفوذها» من اجل ان يتم تطبيق خطة انان لوقف العنف في سوريا.

وعرض وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي أمس في تصريحات لقناة العالم الايرانية الناطقة باللغة العربية ان ايران، حليفة دمشق، «مستعدة لدعوة المعارضة السورية الى طهران لاجراء حوار مع الحكومة السورية» دون ان يوضح ما اذا كانت الدعوة تشمل الحركات المسلحة التي تقاتل نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

المصدر::وكالات  - أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية