أخبار الوطناتصل بنا الرئيسية

18/08/2010

 

"يديعوت احرونوت": اسرائيل ستدفع ثمن التهرب من السلام مع سوريــا

 

كتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" العبرية ان جريمة الحرب التالية التي سترتكبها إسرائيل باتت مؤكدة، إذ أن فشلها في تجنب مثل هذه الحرب هو جريمة في حد ذاته، قائلة: نقول هذا لأننا نتجه الآن نحو حرب حتمية مع سوريا إذا ما أخذنا في عين الاعتبار دروس التاريخ وتجارب إسرائيل السابقة. فأي فراغ دبلوماسي يمكن أن يؤدي للحرب اذا لم يشهد تحركات للسلام. إن هذا قانون طبيعي وهو يتفق مع ما يجري في عالم كرة القدم، فحينما تفشل في الاستفادة من الفرص المتاحة لتسجيل الهدف تأكد عندئذ أن الفريق الآخر سينجح على الأرجح في النهاية بتسجيل هدف لنفسه. وتساءلت: وماذا عن إسرائيل؟ من الملاحظ أن الرئيس السوري بشار الأسد يبعث منذ عام 2003 بمؤشرات عن استعداده للسلام، وتراوغ إسرائيل بالرد عليها تحت ستار عدد من الأسباب، ففي البداية تذرعت بأنه ضعيف ولا جدوى من التعامل معه. لكن ما إن أصبح الرجل قوياً حتى قدمت إسرائيل عذراً آخر بالقول: إن نوايا الأسد غير صافية، وهكذا انصرفت حكومات إسرائيلية وجاءت أخرى، ولم يتقدم أي شريك إسرائيلي لسورية لبدء التفاوض. والسؤال: كيف في مقدور إسرائيل الاستمرار في موقفها الرافض هذا؟ فكل ما تريده وما حلمت به من قبل بات متوافراً. واضافت "يديعوت احرونوت": ألم يعلن الأسد في كل فرصة أنه يتطلع لـ "سلام شامل"، وأنه على استعداد للدخول في المفاوضات "دون أية شروط"؟ بل هو لايزال يُعرب عن الأسف لعدم وجود أي استجابة من الجانب الإسرائيلي.
إذاً، هل إصرارنا على هذا الموقف حتى الآن مجرد خداع؟ وهل كانت كل الكلمات والتصريحات التي أطلقها الإسرائيليون طوال السنوات الماضية مجرد مغامرة؟ لقد بددت إسرائيل وقتاً ثميناً منذ أن منع الأمريكيون شارون وأولمرت من المبادرة والسير على طريق السلام. وتابعت: والآن يجري تبديد الفرصة الراهنة لأن صناع القرار في إسرائيل لا يؤمنون بهذا السلام. إننا جميعاً نتذكر كيف طالب الأسد تماماً قبل وقوع كارثة حرب لبنان الثانية بالسلام لتأتي تلك الحرب العبثية والمأساوية وتحرق بنيرانها كل جسور السلام.
نحن لا نفهم إلا لغة القوة: الحقيقة أن السبب الأساسي لموقف الحكومة الإسرائيلية الراهن في عدم القيام بأي شيء هو غياب ضغط الرأي العام الإسرائيلي عليها لقبول التحركات السلمية السورية. فمن الواضح أن السلام مع سوريا لا يحظى بالشعبية في إسرائيل. لماذا؟ لأن الصواريخ السورية لم تنطلق بعد في اتجاهنا. فما لم تسقط هذه الصواريخ على منشآتنا ولا يحدث أي ضرر، لماذا علينا مبادلة مرتفعات الجولان بكرومها وخيولها ومنحدرات التزلج الثلجية فيها بسلام مشكوك فيه؟
وذكرت الصحيفة الاسرائيلية: لكن مثل هذا الموقف سرعان ما سيتغير عندما تبدأ آلاف الصواريخ بالتساقط على إسرائيل. فمثلما أدت موجات العنف الفلسطيني الى دفع معظم الإسرائيليين للابتعاد عن الضفة الغربية وغاب الارتباط بأرض الـ «أجداد» فوراً، سوف يبتعد الإسرائيليون عن مرتفعات الجولان عندما تنطلق موجات الصواريخ نحوها.
وهنا سوف يحل محل السؤال القائل: لماذا نحتاج الى السلام مع سوريا؟ السؤال الآتي: ما حاجتنا الى الجولان؟ هكذا تجري الأمور في إسرائيل وتبين أننا لا نفهم سوى لغة القوة.

المصدر:وكالة الانباء المركزية اللبنانية   - أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري