أخبار الوطن الرئيسية

26/02/2011

 

كشف المستور .. سائق تكسي ينصب «بالدموع»!!؟

 

 

لعلّ مهنة سائق التكسي هي المهنة الأكثر جدلاً بين مثيلاتها في سورية، حيث لا يمرّ يوم دون أن نسمع أو نرى أو نختبر شخصياً قصّة ما، أو حادثة ما، أبطالها «شوفيرية التكاسي»، الذين كثرت الشكاوى عليهم من قبل المواطن، الذي غالباً ما يقع ضحية ألاعيبهم وجشعهم، وفي حالتنا هذه تمثيلياتهم، مع الإشارة طبعاً إلى أنّ هؤلاء، رغم كثرة مشكلاتهم، لا يمثلون، بأيّ شكلٍ من الأشكال، إلا نسبة قليلة من هذه الشريحة التي تحوي الكثير من الطيبين والمحترمين الذين يرفضون كلّ أساليب النصب والتلاعب بالقانون والمواطن.

أما بطل قصتنا، فلا ندري هل هو ممثل بارع، أم نصاب مبدع؟، أيّ الصفتين أجدر بسائق سيارة الأجرة (أ)، الذي ما إن يصعد الراكب سيارته حتى يبدأ بالبكاء الشديد، وإن لم يعر دموعه الغزيرة أيّ اهتمام سينهار السائق من البكاء؟
فما يلبث الراكب أن يسأله «شو القصة؟»، حتى يعلن عندها «أ» بداية المشهد الثاني من مسرحيّته التي اكتسبت مؤخراً شهرة واسعة..
وللمشهد الثاني، أدوات كثيرة، وهي العديد من الوصفات الطبية، وتقارير الدخول إلى المستشفيات الخاصة، التي يرميها «أ» في وجه الراكب بطريقة تراجيدية، تثير شفقة وقلق الأخير.. فابن السائق يعاني من أمراض خطرة ومميتة، ولا طاقة له على معالجة ابنه البكر والوحيد..
ويكون الراكب بطل المشهد الثالث، حيث يحاول إعطاء «أ» «يلّي فيه النصيب»، إلا أنّ السائق يتعفّف، وتكون نهاية المشهد بحصول «أ» على المبلغ، وبجفاف فوري لدموع السائق الحزين، صاحب الدعاوي المستجابة كونه يدعو للراكب «من قلبه»..
وتنتهي المسرحية بمشهد يرفض فيه «أ» أجرة توصيل الراكب، ثمّ يأخذها وهو يقول: «لاتواخذني مشان الله»، لكن الهموم كثيرة، ولم أعر الانتباه إلى دموعي المنهمرة..

¶ لا يوجد نصب كامل
فات الممثل البارع «أ» أنّ ركابه لا يعيش كل واحد منهم في كوكب مختلف عن الآخر، فالدنيا صغيرة كما يقال، ومسرحيّته باتت مكشوفة وقديمة، ولذلك ننصحه بتغييرها، خاصة أنّه يمثلها على كلّ الركاب الذين تناقلوا قصّته الحزينة، فعرفوا أنّها طريقة مبتكرة للنصب من خلال التلاعب بالمشاعر الإنسانية..
وبالرغم من أنني أعرف شخصاً نصح «أ» بكتابة سيناريو جديد، بعد أن جمعته المصادفة مرتين بـ «أ»، لكن يبدو أنّ السائق وجد أن تنفيذ هذه النصيحة سيحتاج إلى عدّة نصبٍ جديدة لذلك استسهل اللعبة القديمة، وهو لا يزال يسرح في شوارع دمشق.. لذلك قرّرنا كشف لعبته علّه يدرك أنها انفضحت؛ لا بل «فاحت رائحتها»، فيتدارك الموضوع قبل أن.. يبلغ عنه أحد المواطنين المغدورين..

المصدر :صحيفة بلدنا   - أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري